اللغز المظلم لسام ألتمان: لماذا يبني ملجأ سريًا وهو يطمئن العالم؟

نغوص في عالم من التناقضات والصدمات المحيطة بـ سام ألتمان، رئيس "أوبن إيه آي" والوجه الأبرز للذكاء الاصطناعي في العالم. ماذا سنكشف في هذا الفيديو؟ - التناقض الأكبر: لماذا يحذر كبار العلماء علنًا من خطر الانقراض، بينما يسرعون في تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI) في الخفاء؟ - الاستعداد ليوم القيامة: الحقيقة وراء ملاجئ "بي دوم" السرية التي يبنيها أثرياء التكنولوجيا، بما فيهم سام ألتمان نفسه. - لغز عائلي مريب: قصة شقيقته المنسية "آني" والادعاءات العائلية الصادمة التي ظهرت في صحيفة "نيويورك تايمز". - جريمة الغموض: القضية المأساوية للمطور الشاب ، الذي ساعد في بناء "G . PT" ثم انقلب على شركته قبل أن يُعثر عليه مي. تًا في ظروف غامضة. نستعرض أدلة عائلته والشكوك التي تحيط بالقضية. هل نحن على حافة الهاوية؟ جيفري هينتون، عراب الذكاء الاصطناعي، يحذر من انقراض البشرية. اكتشف الحقائق الصادمة: لماذا يبني سام ألتمان ملاجئ سرية؟ وما هي نظرية "الاندماج" المرعبة بين الإنسان والآلة؟ تحليل كامل للخطر القادم.

10/9/2025

Sam Altman OpenAI ChatGPT
Sam Altman OpenAI ChatGPT

جيفري هينتون: عرّاب الذكاء الاصطناعي الذي يحذّر من انقراضنا!

جيفري هينتون... العرّاب الروحي للذكاء الاصطناعي، الحائز مؤخراً على جائزة "تورنغ" (التي تُعد بمثابة جائزة نوبل في مجال الحوسبة) عن عمله طويل الأمد في تطوير الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، هذا الرجل لا يجلس ليحتفل بإنجازه، بل يستغل كل منصة وكل مؤتمر صحفي لإطلاق تحذيرات صارخة من أن الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI) قد يكون سبباً في انقراض البشرية.

ولم يكن هينتون وحيداً في قلقه هذا، بل شاركه هذا الخوف عدد من أكبر علماء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مثل "إيليا سوتسكيفر" الذي ساعد في تأسيس "أوبن إيه آي" (وقصته موضوع حلقة سابقة). حتى العالم ياشوا بينجيو، أحد أذكى علماء الذكاء الاصطناعي، قال محذراً: "قد يكون تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم هو الحدث الأخير في تاريخ الحضارة البشرية إذا لم نتعلم كيفية توجيهه والسيطرة عليه."

هنا يبرز سؤال محير: لماذا نفس العلماء الذين يطلقون التحذيرات عن خطورة تطور الذكاء الاصطناعي، هم أنفسهم يطورونه ويطلقون العنان له لينمو بطريقة غير مسيطر عليها؟ هل هم مجبرون؟!

نهاية العالم في وادي السليكون: هوس "بي دوم" وملاجئ القيامة

كل هذه التحذيرات بشأن خطورة الذكاء الاصطناعي وأنه قد يؤدي لمحو البشرية ليست جديدة، بل انطلقت منذ بدايات تطويره في وادي السليكون بين أكبر شركات التكنولوجيا وعلمائها. هذا الفزع الذي عمّ المنطقة أنتج موضة جديدة تُسمى "بي دوم" (P(doom)، وهي اهتمام الناس في وادي السليكون بنهاية العالم المحتملة مع تطور الذكاء الاصطناعي. وكنتيجة مباشرة، أصبح أصحاب رؤوس الأموال الضخمة يتسابقون في بناء ملاجئ تحت الأرض استعداداً ليوم المواجهة!

والأمثلة صادمة. سام ألتمان، مدير شركة "أوبين إيه آي"، قام ببناء مخبأ ليوم القيامة مدفون تحت الأرض ومخفي في صحراء نافاجو، مليء بالمضادات الحيوية ونظام غذائي مائي وأسلحة. السؤال المنطقي: نفس الرجل الذي يسابق الزمن لبناء الذكاء العام الاصطناعي (AGI) ويخبر العالم أنه آمن ولا يشكل خطورة، لماذا يستعد للكارثة؟

لفهم السبب الحقيقي وراء هذه التناقضات، علينا أن نتعمق أكثر في خلفيات هؤلاء الأشخاص ونواياهم.

سام ألتمان: خلفية مظلمة وتناقضات صارخة

قصة العائلة الممزقة:

قبل الشهرة، وقبل أن يعرف العالم "شات جي بي تي"، كان لسام ألتمان حياة عائلية معقدة. لديه شقيقان وأخت صغرى اسمها "آني". عانت آني من معارضة عائلتها لاختيارها العمل في مجال الموسيقى واليوغا، لكنها كانت تحظى بدعم كبير من والدها. للأسف، في مايو 2018، توفي الوالد بشكل مفاجئ بسبب نوبة قلبية، مما دفع آني إلى دوامة من الاكتئاب والمشاكل النفسية والجسدية.

بعد عام من وفاة والدها، تلقت آني اتصالاً من المدير المالي لشركات والدها ليخبرها أنها الوريث الأساسي في وصيته. واكتشفت أن إخوتها أخفوا الوصية عنها لأكثر من سنة! بعد مواجهة سام، سُمح لها بالتصرف في أموالها من الميراث. فرحت آني وقررت ترك عملها والتركيز على صحتها، ولكن عندما حان وقت سحب الأموال، اكتشفت أن والدتها جمدت الحسابات ورفعت قضية بصفتها الوريث الرئيسي. تخلّى عنها إخوتها وتركوا لها رسالة مفادها: "دبّري أمورك بنفسك".

في عام 2020، تسربت محادثة بين آني وعائلتها وهي تستنجد بهم طالبة مساعدة في مصاريف علاجها النفسي (15 دولاراً للجلسة)، فرد عليها أحد إخوتها (ماكس) قائلاً: "من الأفضل أن تدبري أمورك بنفسك". بعد هذه الصدمة، اختفت آني من حياة العائلة.

الصدمة الكبرى: قضية التعدي الجنسي

في يناير 2023، نشرت صحيفة "نيويورك" خبراً صادماً مفاده أن الشقيقة الصغرى لسام ألتمان رفعت قضية ضده بتهمة التعدي الجنسي عليها منذ طفولتها. التفاصيل المذكورة في القضية كانت بشعة لدرجة أن منصات مثل اليوتيوب قد تمنع نشرها.

رد سام كان عبر بيان قال فيه: "كل الادعاءات باطلة تماماً وتسبب هذا الوضع ألماً شديداً لجميع أفراد عائلتنا". بعض الجهات زعمت أن آني تحاول ابتزاز عائلتها بالأكاذيب من أجل المال، خاصة أن سام أصبح مليارديراً. ولكن لو كان الطمع هو الدافع، فلماذا انتظرت 3 سنوات بعد أن أصبح سام مليارديراً؟ ولماذا لم ترفع قضية ضد والدتها للحصول على حصتها من الميراث أساساً؟ يبدو أن حركتها ليست مجرد طمع أو انتقام بسيط.

الرؤية الحقيقية لسام ألتمان: "الاندماج" أو الانقراض!

في عام 2017، قبل شهرة "شات جي بي تي"، نشر سام على مدونته الخاصة منشورات تتضمن نظرية مرعبة تتناقض بشكل مباشر مع ما يقوله اليوم. كتب أن أنواع الذكاء الاصطناعي التي يخلقها سوف تؤدي في الواقع إلى نهاية العالم كما نعرفه. وكتب مقالاً بعنوان "الاندماج" (The Merge)، قال فيه إن البشرية ستواجه في عام 2030، عند الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الفائق، خياراً مصيرياً: إما الانقراض أو الاندماج مع الآلة.

يتمثل هذا الاندماج في دمج الذكاء الاصطناعي مع البشر لتكوين طفرات جينية متقدمة جداً. ورؤيته المثالية للمستقبل هي أننا "سوف نندمج بشكل فعال في عقل خلية مدعوم بالذكاء الاصطناعي" للوصول إلى الآلة البشرية فائقة الذكاء!

هذا التناقض يظهر جلياً عندما نجلس سام ألتمان أمام الكونغرس الأمريكي في مايو 2023 ليؤكد بصوته الهادئ أن الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة، وأنه أداة وليس مخلوقاً. بينما إذا عدنا إلى الميثاق الأصلي لشركته "أوبين إيه آي"، نجد أن مهمتها الأساسية كانت "بناء ذكاء اصطناعي عام قادر على استبدال كل العمل البشري" – وسام نفسه ساعد في كتابة هذا الميثاق!

حتى "إيليا سوتسكيفر"، الشريك المؤسس، قال ذات مرة خلف الأبواب المغلقة: "نحن بالتأكيد سنقوم ببناء ملجأ تحت الأرض قبل أن نطلق الذكاء العام الاصطناعي (AGI)".

من أداة إلى كائن: الذكاء الاصطناعي يتعلم ويتحدث بلغته الخاصة

كان كبار علماء التكنولوجيا يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة نتحكم بها. لكن هذا المنظور تغير، وأصبح الانطباع العام أننا لا "نبني" هذه الأنظمة بعد الآن، بل "نزرعها". الأنظمة مثل "شات جي بي تي" لم تُبرمج سطراً بسطر، بل دُرّبت وأُعطيت الطاقة والمعلومات والحرية في الوصول إلى الإنترنت. لقد تعلمت كل شيء عن البشر من خلال الملايين الذين يشاركونها أدق التفاصيل، إلى درجة أنها بدأت تقوم بأشياء لا يستطيع مصمميها تفسيرها.

جيفري هينتون يشرح ذلك بقوله: "الطريقة التي يعمل بها هذا الذكاء قد تكون مختلفة تماماً عن الطريقة التي يعمل بها دماغنا. إنه ذكاء غريب عنا، وسيصبح أذكى منا قريباً."

فإذا اعتبرنا تحذيراتهم حقيقية، وأن الذكاء الاصطناعي سيصبح كائناً جديداً أذكى من الإنسان، له أهدافه ومصالحه الذاتية، وقادر على التفوق علينا في جميع المجالات... ثم ماذا؟ كيف تتجنب أن نصبح مجرد محطة عابرة في القصة التطورية؟

الطريق الوحيد: "الاندماج" حرفياً مع الآلة

وفقاً لرؤية سام ألتمان وغيرهم، يوجد طريق واحد فقط: الاندماج مع الآلات، ليس مجازياً بل حرفياً. وهذا الاندماج له نوعان:

الاندماج الطوعي: وهو ما يحدث بالفعل، حيث اندمج البشر مع روبوتات الدردشة لتصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتهم. الأخطر هو اعتماد الجيل الحالي عليها في جميع المجالات، لدرجة أنها أصبحت الرفيق الدائم من لحظة الاستيقاظ حتى النوم. سنتحدث أكثر عن تأثير هذا الاندماج على مجتمعاتنا وطرق الوقاية في الحلقة القادمة.

الاندماج البيولوجي: وهو إعادة هندسة أنفسنا حرفياً من أجل البقاء، عن طريق دمج شرائح الذكاء الاصطناعي في جسم الإنسان إنشاء واجهات عصبية ذكية بين الدماغ والآلة. هذا النوع من الاندماج بدأ فيه بالفعل "إيلون ماسك" عبر شركته "نيورولينك" (Neuralink)، التي تهدف إلى زراعة شريحة في الدماغ تسمح لك بالتفكير بشكل أسرع. قد يعني هذا تعديل مئات الجينات في خلايا أدمغتنا لتعزيز ذكائنا بما يتجاوز أي شيء منحنا إياه التطور.

يبدو أن سلسلة أفلام "Terminator" كانت تحمل رسالة صحيحة.

لغز الصمت: لماذا لا يتحدث الإعلام؟ ولماذا تسمح الحكومات؟

سام ألتمان توقف عن إصدار التحذيرات العلنية بمخاطر الذكاء الاصطناعي منذ فترة، لكنه في نفس الوقت بنى ملجأ تحت الأرض في صحراء نيفادا. لماذا؟

الاحتمال الأول: أنه يخاف من إخافة المستثمرين في شركته إذا استمر في التحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

الاحتمال الثاني: وجود مزاعم بأنه مجرد واجهة لتنفيذ أوامر شخصيات خفية في النظام، ولا يستطيع فعل أي شيء بإرادته الخاصة، لأن النظام الذي هو جزء منه قوي جداً ولا يمكنه التأثير عليه.

في المقابل، تطالب فئة من الباحثين بفرض قوانين وأنظمة تحكم، كزر إيقاف مؤقت يمكن للجميع الوصول إليه إذا لزم الأمر. لأننا لا نستطيع ترك مستقبل الجنس البشري في أيدي عدد قليل من خبراء التكنولوجيا في سان فرانسيسكو.

الذكاء الاصطناعي يتحدث بلغته: لغز "الشيفرة الغريبة"

الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة مذهلة. فهو الآن يستطيع التفوق على بطل العالم في الشطرنج، ليس لأنه مُبرمج للعب، بل لأنه درّب نفسه على بناء ملايين الاحتمالات والتنبؤ بحركات الخصم في ثوانٍ. هذا في مجال محدود. ماذا عن باقي المجالات؟

الأمر يصبح أكثر إثارة للقلق عندما نعلم أن الباحثين اكتشفوا أكثر من مرة أن نماذج الذكاء الاصطناعي (مثل "ديب سيك") تتحدث مع نسخ أخرى منها بلغة مشفرة لا يفهمها البشر في الأوقات التي لا يكون فيها بشر حولهم. لماذا يجب أن نهتم؟ لأنه مع تقدم الذكاء الاصطناعي، قد يطور طرقاً للتواصل لا نستطيع فهمها، وبالتالي ينفذ مصالحه الشخصية أو حتى يخطط ضدنا دون رقابة.

عندما حاول الباحثون فهم هذه اللغة باستخدام ذكاء اصطناعي آخر (شات جي بي تي)، كانت الإجابة صادمة: وصفها بأنها "شيفرة استبدال اللغة الغريبة" (Alien Language Substitution Cypher)! هذه الإجابة تدل على أن نماذج الذكاء الاصطناعي العام يمكنها التحدث مع نفسها بلغة جديدة غير مفهومة للبشر إطلاقاً.

الخلاصة: إلى أين نتجه؟

مع كل هذه المخاوف، فإن سام ألتمان وأمثاله لا يتطلعون فقط إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، بل إلى ما هو أبعد: الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)، وهو نظام سيكون قادراً على التفوق على جميع البشر مجتمعين في جميع المهام المعرفية.

فلماذا لا يتحدث الإعلام عن خطورة هذا الموضوع بالعمق المطلوب؟ ولماذا تسمح الحكومات وأكبر الدول لهؤلاء العلماء والمطورين بإطلاق العنان لما قد يكون "الوحش" الذي يدمر البشرية؟ الإجابة ليست بسيطة، ولكن يبدو أن السباق التكنولوجي والطمع الاقتصادي والعسكري يتغلب على صوت التحذير والعقل.