إسهامات علماء الإسلام في الطب الحديث - الزهراوي، ابن سينا، ابن النفيس، علي مشرفة

إذا كنت تعتقد أن التطور الطبي بدأ مع أوروبا الحديثة، فأنت بحاجة لإعادة النظر… قبل أن يُولد رواد الطب الغربي، كان هناك علماء عرب ومسلمون وضعوا الأساس للطب الحديث، ابتكروا أدوات جراحية، اكتشفوا أسرار جسم الإنسان، وكتبوا موسوعات طبية استمرت قرونًا كمرجع أساسي للأطباء في العالم. لكن لماذا لا نسمع عنهم اليوم؟ من سرق علومهم؟ وكيف كان يمكن أن يكون الطب مختلفًا لو لم تُطمس إنجازاتهم؟ كيف استطاع العلماء العرب أن يُحدثوا ثورة في الطب قبل آلاف السنين؟ كيف سُرقت كتبهم وأفكارهم، ونُسبت لأسماء غربية؟ في هذه الحلقة من عباقرة في الظل، نكشف أسرار أعظم العقول الطبية في التاريخ العربي والإسلامي، من ابن سينا إلى الزهراوي، ونكشف كيف غيرت علومهم وجه الطب في العالم… ثم ننتقل إلى عالم عربي اغتيل رغم إنجازاته، علي مشرفة.

4/4/2025

إسهامات علماء الإسلام في الطب الحديث - الزهراوي، ابن سينا، ابن النفيس، علي مشرفة
إسهامات علماء الإسلام في الطب الحديث - الزهراوي، ابن سينا، ابن النفيس، علي مشرفة

تاريخ الطب العربي لم يتوقف عند ابن سينا والزهراوي، بل وُلد على امتداد هذا التاريخ علماءٌ عظماء، سخروا علمهم لخدمة أوطانهم وأمتهم… لكن مصيرهم كان مؤلماً، لأنهم دخلوا إلى مناطق “محرّمة” في العلم، أو لأن علمهم شكّل تهديداً لأطرافٍ لم ترد لهذا التقدم أن يحدث.

دعونا نبدأ بـ العالم اللبناني الدكتور سمير نوفل:

• طبيب وباحث في علم الأورام والجينات، تخصص في علاجات متطورة لمرض السرطان، ونجح في تطوير أساليب علاج جديدة تعتمد على العلاج الجيني.

• عمل في مراكز أبحاث طبية في أوروبا والولايات المتحدة، لكنه عاد إلى لبنان ليؤسس مركزاً بحثياً يخدم أبناء بلده.

• فجأة… توفي الدكتور سمير نوفل في حادث سير “غامض” لم يُكشف عن تفاصيله، وتوقفت جميع أبحاثه.

• تقارير محلية ودولية ألمحت إلى احتمالية اغتياله بسبب أبحاثه، خاصة أن المركز البحثي الذي أسسه تعرّض لحريق مجهول بعد وفاته بأسابيع.

ثم ننتقل إلى الدكتور علي مشرفة – العالم المصري فيزيائي الذرة، لكنه كان يمتلك خبرة طبية مذهلة:

• رغم كونه عالم فيزياء، إلا أن أبحاثه امتدت إلى الطب النووي، وكان له دراسات عن استخدام الطاقة الذرية في علاج الأمراض المستعصية.

• كان يسعى إلى تسخير الذرة للسلام ولعلاج البشر، وهو أمر لم يُرضِ القوى التي أرادت احتكار هذه العلوم.

• توفي فجأة عام 1950… قيل إنها أزمة قلبية، لكن تقارير كثيرة من تلك الفترة أشارت إلى تورط جهات أجنبية، خصوصاً أن أينشتاين نفسه رثاه وكتب: “كان علي مشرفة أحد أعظم العقول التي عرفتها.”

العلماء العرب لم يُغتالوا فقط بالرصاص… بل بالسكوت عن إنجازاتهم، وبسرقة علومهم، وبتهميشهم حتى من كتبنا ومناهجنا.

إسهامات علماء الإسلام في الطب الحديث

 العالم الفذ ابن الهيثم، الرجل الذي أسس علم البصريات وألهم اختراع الكاميرا
 العالم الفذ ابن الهيثم، الرجل الذي أسس علم البصريات وألهم اختراع الكاميرا
 العالم الفذ ابن الهيثم، الرجل الذي أسس علم البصريات وألهم اختراع الكاميرا
 العالم الفذ ابن الهيثم، الرجل الذي أسس علم البصريات وألهم اختراع الكاميرا
 العالم الفذ ابن الهيثم، الرجل الذي أسس علم البصريات وألهم اختراع الكاميرا
 العالم الفذ ابن الهيثم، الرجل الذي أسس علم البصريات وألهم اختراع الكاميرا

هؤلاء العلماء… ابن سينا، الزهراوي، سمير نوفل، علي مشرفة، رضوان السملالي… وغيرهم كثير.

هم عباقرة في الظل، واجهوا كل الصعاب ليمنحونا نور العلم… بعضهم اغتيل جسدياً، وبعضهم فكرياً، وبعضهم بقي صامداً، يقاتل بالعلم في عالم يفرض الجهل.

لكن السؤال الآن… هل نحن مستعدون لنعيد إحياء علومهم؟ أم سنبقى نبحث عن العلاج من غيرنا… ونتجاهل عباقرتنا؟

أولاً: العلماء الذين تم اغتيالهم – تفاصيل موسعة

1. د. سمير نجيب (مصر) – عبقري الذرة

• المجال: فيزياء نووية – كان يُعدّ من أبرز العلماء العرب في مجال الطاقة الذرية.

• التفاصيل:

• درس في جامعة القاهرة، وسافر إلى أمريكا لاستكمال أبحاثه في الذرة.

• حصل على إشادة كبيرة من مراكز الأبحاث، وقيل أنه كان على وشك التوصل لتقنيات متقدمة في استخدام الذرة للأغراض السلمية.

• حادثة الوفاة الغامضة: توفي بحادث سير غامض عام 1967 في أمريكا، بعد ساعات من اتصاله بعائلته مُعلناً قراره العودة إلى مصر.

• الشكوك: تقارير غير رسمية وشهادات ذكرت احتمال تورط جهات استخباراتية لمنع عودته، بسبب خطورة ما يحمله من معرفة.

2. د. يحيى المشد (العراق) – أستاذ الطاقة النووية

• المجال: الهندسة النووية – أحد العقول التي ساهمت في تطوير مشروع العراق النووي في الثمانينات.

• التفاصيل:

• حصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا، ودرّس في عدة جامعات عربية.

• ساهم في بناء مفاعل “تموز” النووي العراقي.

• الاغتيال: وُجد مقتولًا في فندق بفرنسا عام 1980، في ظروف غامضة، بعد أن شارك في مفاوضات بشأن شراء معدات للمفاعل.

• الجهات المتهمة: أصابع الاتهام توجهت نحو جهاز “الموساد” الإسرائيلي، في إطار عملية منظمة لإفشال المشروع النووي العراقي.

• الدليل: بعد اغتياله، تم قصف المفاعل النووي العراقي من قِبل إسرائيل في 1981.

3. د. علي مصطفى مشرفة (مصر) – أينشتاين العرب

• المجال: الفيزياء النظرية – أول مصري يحصل على الدكتوراه في العلوم.

• التفاصيل:

• عضو في الجمعية الملكية البريطانية، عمل في مجالات الذرة والنسبية.

• أينشتاين نفسه أثنى عليه، وذكر أن العالم سيفقد عقلًا نادرًا.

• الوفاة الغامضة: توفي عام 1950، فجأة، بعد تناول وجبة في أحد الاجتماعات. قيل أنه تسمم، وظهرت شهادات بأنه تعرض للاغتيال لمنعه من نقل المعرفة النووية لمصر.

رشيد اليزمي (المغرب) – عالم البطاريات والطاقة

• المجال: الهندسة الكهربائية والكيمياء – أحد مطوري بطاريات الليثيوم التي غيرت شكل التكنولوجيا في العالم.

• التفاصيل:

• حصل على الدكتوراه في فرنسا، واشتغل في أهم المختبرات العالمية.

• ساهم في تطوير بطاريات الهواتف والسيارات الكهربائية.

• رفض بيع اختراعه لبعض الجهات رغم الإغراءات.

• عاد إلى المغرب ويدعم تطوير البحث العلمي العربي.

• الإنجاز الأحدث: تطوير بطارية تشحن خلال دقائق، مما سيساهم في ثورة جديدة بمجال الطاقة.

 يحيى المشد، أحد أبرز العلماء العرب في المجال النووي
 يحيى المشد، أحد أبرز العلماء العرب في المجال النووي

العالم العربي الذي تم اغتياله في العصر الحديث – يحيى المشد

ما حدث مع ابن الهيثم من تهميش لاسمه في التاريخ، يبدو أنه كان المصير الأخف مقارنة بما حصل لعلماء عرب آخرين… علماء لم يُكتفَ بسرقة علومهم، بل صُفّوا بالكامل.

أحد أبرز هؤلاء كان يحيى المشد، عالم الذرة المصري الذي كاد يُغير موازين القوى في العالم العربي.

بعد حصوله على الدكتوراه من فرنسا، أصبح واحدًا من أهم العلماء في مجال الطاقة النووية. عمل على تطوير المفاعلات النووية العربية، وكان جزءًا من مشروع طموح لامتلاك طاقة نووية سلمية في العراق. لكن مشروعه هذا لم يرق للكثيرين…

في عام 1980، سافر المشد إلى باريس لحضور اجتماع علمي. لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة… في صباح يوم 14 يونيو، عُثر عليه مقتولًا في غرفته بفندق الميريديان، جثته مضرجة بالدماء، وعلامات الضرب والسحل واضحة عليه.

التقارير الرسمية قالت إنه قُتل في “عملية سطو”، لكن الحقيقة كانت واضحة للجميع… عالم بهذا الحجم، بمثل هذه المعرفة، لم يكن ليموت صدفة. ومثل الكثيرين غيره، رحل المشد دون أن تأخذ قضيته حقها، ودون أن يُحاسب أحد.

العالم العربي الذي يساهم حاليًا في العلوم – أحمد زويل

لكن ورغم كل شيء، لا يزال هناك علماء عرب يواصلون المسيرة… أحد هؤلاء هو أحمد زويل، العالم المصري الذي غيّر عالم الكيمياء باكتشافه للفيمتوثانية، التقنية التي سمحت للعلماء بمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة لم تكن متخيلة من قبل.

بفضل هذا الاكتشاف، حصل زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، ليكون أول عربي ينالها في هذا المجال. لكن رغم هذا الإنجاز، كان زويل دائمًا ما يتحدث عن ضرورة دعم البحث العلمي في العالم العربي، وكان يدعو إلى بناء منظومات تعليمية تُنصف العقول العربية بدلًا من أن تدفعها للهجرة.

اليوم، اسمه محفور في التاريخ العلمي، لكنه لا يزال استثناءً في واقع يحتاج إلى الكثير من التغيير.

عبر التاريخ، كانت العقول العربية دائمًا في المقدمة، لكنها نادرًا ما أخذت حقها. فهل سيتكرر هذا السيناريو؟

في الحلقة القادمة، سنعود إلى عالم آخر منسي… عالم غيّر العالم لكنه بقي في الظل. من هو؟ وما هي قصته؟

انتظرونا في الحلقة القادمة من “عباقرة في الظل”.