لغز الجسم الفضائي ٣ آي أطلس: مذنب عادي أم مركبة فضائية؟

تحت وهج الشمس الساطع يتحرك شيء غير عادي، جسم نجمي يعتقد علماء هارفرد انه قد لا يكون مذنب عادي بل شيء آخر كليا. القصة انه تم الاعلان عن اكتشاف جسم نجمي عرضه هائل الحجم يتحرك بسرعة ثابتة من أعماق الفضاء باتجاه مدار الشمس والسبب في خوف العلماء من هذا الجسم الفضائي بالتحديد لان حركته غريبة ولا تشبه حركة النجوم والكواكب الطبيعية وانما السفن الفضائية: ٣ اي أطلس/3i ATLAS

11/10/2025

لغز الجسم الفضائي ٣ آي أطلس: مذنب عادي أم مركبة فضائية؟
لغز الجسم الفضائي ٣ آي أطلس: مذنب عادي أم مركبة فضائية؟

لغز الجسم الفضائي ٣ آي أطلس:
مذنب عادي أم مركبة فضائية؟

تحت وهج الشمس الساطع يتحرك شيء غير عادي، جسم نجمي يعتقد علماء هارفرد انه قد لا يكون مذنب عادي بل شيء آخر كليا.

القصة انه تم الاعلان عن اكتشاف جسم نجمي عرضه هائل الحجم يتحرك بسرعة ثابتة من أعماق الفضاء باتجاه مدار الشمس والسبب في خوف العلماء من هذا الجسم الفضائي بالتحديد لان حركته غريبة ولا تشبه حركة النجوم والكواكب الطبيعية وانما السفن الفضائية: ٣ اي أطلس/3i ATLAS

يُعتبر نظام الإنذار الأخير لاصطدام الكويكبات بالأرض (ATLAS) أحد أهم أنظمة الدفاع الكوكبي في العالم، وهو مشروع طورته وتموله "جامعة هاواي" بدعم من وكالة ناسا الأمريكية. يمتلك النظام وتديره حاليًا "معهد الفلك" في جامعة هاواي. تم تصميم أطلس لاكتشاف الكويكبات القريبة من الأرض التي تشكل تهديدًا محتملاً، ويعتمد على شبكة عالمية من التلسكوبات المنتشرة في مواقع استراتيجية تغطي نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. من بين هذه المواقع مرصد على قمة "جبل هاليكالا" في هاواي، ومرصد في صحراء "أتاكاما" في تشيلي، وآخر في جنوب إفريقيا. تسمح هذه التغطية الشاملة للنظام بمسح السماء بالكامل تقريبًا كل ليلة، مما يوفر إنذارًا مبكرًا يتراوح بين أيام إلى أسابيع قبل اصطدام أي كويكب محتمل، وهو وقت حاسم يمكن من خلاله اتخاذ إجراءات للتخفيف من العواقب.

في الاول من يوليو عام ٢٠٢٥ التقط نظام التنبيه الاخير لتأثير الكويكب الارضي المعروف باسم أطلس بقعة ضوء متحركة خافتة من قاعدة تلسكوبات الموجودة في تشيلي. في البداية اعتقد المحللون انه مجرد مذنب آخر عادي. لكن لاحظوا لاحقا ان مساره لا يتوافق مع المسار المعتاد للمذنب. وفي غضون ايام اكدت الحسابات المدارية انه ليس مرتبطاً بجاذبية الشمس على الاطلاق. كان مساره مفتوحا ومبالغا فيه حيث انه جاء من خارج النظام الشمسي وسوف يمر مرة واحدة ويختفي للأبد. وأطلق رسميا على هذا الجسم ٣ اي أطلس.

في البداية سارت الامور كما كان مخطط لها، حيث جميع التلسكوبات حول العالم وجهت وثبتت باتجاه الجسم الغريب مراقبين تحركاته وملتقطين له عدة صور بصرية. وتلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي يدور بعيدا عن الغلاف الجوي للأرض بتحليل هذه الظاهرة باستخدام الاشعة تحت الحمراء. وجميع المراصد الأرضية من مختلف دول العالم انظمت لعملية المراقبة. وجميع التقارير والتحليلات اشارت بان الجسم الغريب سرعته تزيد عن 209000 كيلومتر بالساعة، يسير في مسار حاد عبر النظام الشمسي الداخلي متجها نحو وهج الشمس قبل ان ينطلق مرة اخرى نحو النجوم. يعني بلغة ابسط مثل كأنه جاي ويلف الدوار الي هوا الشمس ويرجع من محل ما اجى. بس مع مرور الاسابيع كشفت البيانات عن سلوكيات غريبة.

طبيعة الأضواء المنبعثة من الجسم هي غريبة وتدل على كأنها اشبه بمركبة وخصوصا انهم بالبداية اعتقدوا انها انعكاسات الشمس على الجسم بس لاحقا اكتشفوا ان الإضاءة صادرة من نفس الجسم الفضائي. وحتى ان اكبر المحطات الإذاعية مثل س ان ان و اي بي سي و زعموا انه ما بشبه مذنب او كويكب عادي.

The WOW Signal

كانت إشارة "واو!" عبارة عن إشارة راديوية ضيقة النطاق وقوية، استمرت 72 ثانية، رصدها تلسكوب "بيغ إير" الراديوي في 15 أغسطس 1977، وأظهرت خصائص تشير إلى مصدرها من خارج كوكب الأرض. اكتشفها عالم الفلك جيري ر. إيهمان، الذي وضع دائرة حول تسلسل "6 EQUJ5" على مطبوعة حاسوبية وكتب بجانبها كلمة "واو!". على الرغم من العديد من عمليات البحث اللاحقة، لم يتم رصد الإشارة مرة أخرى، ولا يزال مصدرها لغزًا محيرًا.

والان يطل علينا العالم آفي هارفي من جامعة هارفرد ويدعي بان الجسم الفضائي قادم من نفس الاتجاه الذي بعثت منه الرسالة. وراح لأبعد من هيك ليحكي بان الاجسام الطائرة التي غزت نيوجيرسي قبل فترة هي مرتبطة بهذه المركبة

العديد من الناس واصحاب نظريات المؤامرة ربط كلامه بتصرفات عمالقة التكنولوجيا الغريبة في اخر ٥ سنوات. حيث كله بتسابق على بناء حصن تحت الارض في دول عديدة حول العالم، مثل كأنهم يستعدوا لحدث كبير رح يصير قريبا.

بس أعلنت ناسا ووكالة الفضاء الاوروبية ان البيانات المتوفرة لا تظهر اي دليل على وجود اي شي اخر غير المذنب الطبيعي. ومع ذلك فانهم يتفقون على ان سلوكه يستحق المراقبة الموسعة.

اعلانهم يتناقض مع رد الفعل العام الي هو اصلا منقسم بين عدة نظريات. ما يجعل هذا الحدث مختلفا هو مستوى التنسيق العالي حيث تشارك أكثر من اثنتي عشر مؤسسة بحثية في عمليات الرصد الفعلي من خلال الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات. ويشارك بالحملة علماء الفلك المحترفين والهواة من كل أنحاء العالم.

البعض يدعي ان أطلس قد لا يكون مجرد مذنب اخر بل شيئاً مبنياً.

في علم الفلك غالبا ما يتم وصف المذنبات بأنها كرات ثلجية قذرة، واجسام هشة جليدية تتكون في الغالب من الماء المتجمد وثاني اكسيد الكربون والغبار. ولكن ٣ اي أطلس يتحدى هذا التعريف بالكامل، عندما قام العلماء بتحليل تركيبته كانت النتائج صادمة. ٤٪؜ فقط من كتلته عبارة عن ماء وهذا شبه مستحيل، لان الماء هو أكبر مكون لاي كويكب أو مذنب. السبب الثاني كما ذكرنا انه يصدر الضوء ولا يعكسه. تشير خصائص أطلس انه ربما لا يكون مذنبا على الاطلاق، جسم غير طبيعي بل مصنع. هائل الحجم بقطر يبلغ ٥ كيلومترات على الاقل ووزنه حواليي ٣٣ مليار طن، عملاق حقيقي.

عند الإعلان عن الجسم الغريب كان على بعد حوالي ٣٠٠ مليون ميل عن الارض. ولكنه يقترب بسرعة نحو مدار الشمس. وحتى مع حجمه الهائل فانه يتحرك بدقة كما لو ان حجمه الهائل متوازن!

بين شهري يوليو وأغسطس لاحظ العديد من المراصد ان أطلس كان يقذف مواد نحو الشمس و ليس بعيدا عنها. وهذا يعني ان مصدر الطاقة الداخلية يجب ان يولد قوة قوية كافية للتغلب على اشعاع الشمس، و هو امر لم يرى من قبل في اي مذنب طبيعي.

ناسا و البث المباشر والإغلاق الحكومي

ناسا تنشر ببث مباشر على موقعها الإلكتروني منذ فترة لصور حية ومباشرة من كوكب المريخ بواسطة الروبوت الخاص بها الموجود هناك!

اغلب العلماء ومحبين الفضاء يفتحوا هذا البث المباشر بشكل دوري لمراقبة الأحداث في الفضاء ومراقبة ٣ اي أطلس. ولكن قامت ناسا فاجأت باخر شهر أغسطس من ايقاف بثها المباشر وبدون سابق إنذار، وعندما طالبها الجمهور بتفسير قالت بانها تقوم بتحديثات للنظام الخاص بها وسيعود البث بعد اسبوع. بس بعد اسبوع اعلن الاغلاق الحكومي باول سبتمبر و عشان هيك لليوم البث تبع ناسا مغلق، و لم ينشروا اي تحديثات للعامة او اي اعلان حديد بخص الجسم الغريب الذي يقترب نحونا ، و هذا غريب جدا لأنه ناسا دائما بنشر تحديثات عن اي أشياء غريبة تحدث بالفضاء ليش هذه المرة لزمو الصمت و اختفوا؟ رجعوا مسؤولون ناسا حكوا انهم رح ينشرون جميع المعلومات التي تم جمعها خلال فترة الاغلاق بعد ان ينتهي الإغلاق الحكومي.

في ٢١ أكتوبر مر أطلس مباشرة مقابل الشمس بالنسبة لمجال رؤية الارض، وبحلول ٢٩ أكتوبر وصل إلى الحضيض وهي أقرب نقطة للشمس وبتلك اللحظة، ضربته إشعاعات شمسية هائلة بلغت قوتها ٣٣ جيجاوات وهي قوة تساوي ثلث الطاقة الكلية لكل مفاعل نووي في الولايات المتحدة، قوة هائلة جدا في جسد جسم فضائي غريب يقترب ببطء للأرض. كيف لاي شيء بان ينجو من إشعاعات الشمس؟ إذا كان هذا الجسم مذنبا طبيعيا فان هذا الحجم يعني أنه مليء بالجليد والصخور السائبة، وهش، عرضة للتفتت. لكن يبدو ان أطلس أكثر تماسكا واستقرار من الناحية البنيوية حتى مع اقترابه من حرارة الشمس الهائلة، وشو نوع المواد المصنع منها تتحمل مثل هذا الضغط الشمسي دون ان تتحلل؟

سواء أطلس مجرد تشكيل طبيعي غريب، او دليل على التصميم الذكي فان سلوكه يجبرنا على مواجهة اسئلة مقلقة حول مكاننا في الكون وحول ما قد يتحرك بالفعل بصمت وبشكل هادف بين النجوم.

ليس الجميع مقتنع برواية ٣ اي أطلس

عالم الفلك جيسون رايت بجامعة ولاية بنسلفانيا أحد أبرز منتقدي البروفيسور افي وروايته. ويزعم ان الشذوذ بحركات أطلس به تفسيرات ابسط. ويزعم أيضا أن البيانات التي تم رصدها هي خاطئة وحتى تفسيراتها خاطئة، لأنه عندما تتعقب التلسكوبات مذنبا متحركا فإن سحب الغاز والغبار الموجودة في الفضاء تجعل رؤية غير واضحة و الحسابات المسجلة غير دقيقة بسبب التشويش.

ربما ستنكشف حقيقة أطلس قريبا على مدى الاشهر القليلة المقبلة، في ١٩ ديسمبر القادم سيصل أطلس الى أقرب نقطة للأرض على بعد ١.٨ وحدات فلكية فقط. وسيقوم تلسكوب جيمس ويب الفضائي والمراصد الكبرى، بتحليل توقيعه الحراري وتكوينه الجزيئي بدقة لا مثيل لها.

إذا تصرف أطلس وقتها وفقا للميكانيكا الفلكية الطبيعية، سوف يغلق اللغز. فسيعتبر وقتها أطلس بأنه نوع جديد من المذنبات التي لم نراها من قبل. ولكن إذا لم يحدث ذلك، وإذا كانت هناك تحولات في السرعة، او تسارع غير مبرر فسنضطر للاعتراف يان أطلس هو شيئا غير مسبوق في تاريخ استكشاف الفضاء.

أطلس بطريقه حاليا لأقرب نقطة للشمس وأصبح غير مرئي للأدوات الأرضية وأصبحت أدوات الحماية الكوكبية وناس صامتين، في الايام ك او حتى الأسابيع القادمة نحن عميان. بإمكاننا الا ان نتخيل ما يحدث خلف وهج الشمس الحارق. وعندما يعود للظهور مرة اخرى فان الحقيقة تتبعها، فهل سيبقى مداره مستقرا، خاضعا لقوة الجاذبية وحدها، ام أنه ينحرف عن مساره كما لو كان موجها بواسطة شيء غير مرئي؟ إذا نجا أطلس فقد يؤكد وجود اجسام بين النجوم أكثر تنوعا مما كنا نتخيل. ولكن إذا تغير بطرق لا يمكن تفسيرها فقد نشهد دليلا على وجود تصميم اصطناعي ذكي على نطاق كوني.